الأربعاء، ديسمبر ٢٤، ٢٠١٤

وسطيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام

اعجبتني مقوله ظل صداها يرن في أذني من شدة روعتها (لولا عقيدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأضمحل الدين ) وعندما بدءت أبحث في مصحفي عن آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأملت مدي روعتها أدركت لماذا لم تغادرني المقوله بعد سماعها ولو بفتره بل ظلت تداعب  سمعي وعقلي  .

نعم .لولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف لنا أن نكون خير أمة أخرجت للناس؟!

ان بلوغ مرتبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو بلوغ قدر الأمم الصالحه التي وجدت لتقود الأمم ..وهذا ما كان عليه حال الأمه الإسلاميه وقت ما كان بينهم من يأمر بالمعروف ونهي عن المنكر أبتغاء رضي الله وصلاح العباد والبلاد.

مجال حديثي هنا ليس دعوة لإنشاء هيئه لذلك ..بل هو حديث عن وسطيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما ينتهجه كل مسلم من خلال نفسه وبيته ومحيطه كمنظومة أخلاقيه تعود بنا إلي الأعتدال والأخلاق والرقي في كل مناحي الحياة.

ولنتأمل أيات القرأن الكريم .

قالي تعالي: (كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ( (آل عمران/110)

ما أروع كلام الله قرن  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإيمان به سبحانه وتعالي.

وفي موضع أخر من القرأن الكريم  جعل ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر  أهل  الصلاح.

وهكذا لن نجد في القرأن غير أروع صفات الصلاح والخير والإيمان  لكل من يسعي لبناء مجتمع يقوم علي الإصلاح والفلاح والأعتدال.ولا أقصد مرة أخري أن تتولي ذلك  هيئه أو جهة بديلا عن كل مسلم بشكل أو أخر لأن ما لا تستطيع أن تصنعه  من خلال ذاتك لن يفرضه عليك أحد بالسوط أو بالخوف والإرهاب ووسطيه الدين في تطبيق ذلك تأتي أيضا من خلال الأقتداء برسول الله .فلا ننس قول الله في رسوله الكريم  عليه الصلاة والسلام (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)صدق الله العظم ...

وقول أم المؤمنين (عائشه) رضي الله عنها (كان خلقه القرأن).

ولأكمل لكم ولنفسي أيات   الله في ذلك الأمر .

قال تعالي : -( يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ( (آل عمران/114)

قال تعالي: -( وَلْتَكُن مِنكُمْ اُمَّـةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( (آل عمران/104)

قال تعالي:( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِـلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّآئِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الأَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( (التوبة/111-112)

قال تعالي: -( الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُمْ فِي الاَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وءَاتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الاُمُورِ ( (الحج/41)

قال تعالي:6-( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَولِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ اُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( (التوبة/71)

قال تعالي: - (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ( (لقمان/17)

لست طالبة علم شرعي ولا أدعي معرفه  ولا مكتشفه لجديد لم يلحظه غير ولكني تأملت كلمات الله بقلبي وعقلي ونظرت إلي أحوال البلاد والعباد ووجدتنا أبعد ما نكون عن هذا الهدي الإلهي .

فدعوت نفسي لهذا الهد ي العظيم  .ورجوت الله أنه من خلال كلماتي أن تصل تلك الرؤيه إلي غيري وقد غفل عنها،  وتكون سبب في نفع لمسلم أو مسلمه  فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو حق للمؤمن علي أخيه المؤمن دون تعصب أو عنف أو إجبار علي فعل . فالدين النصيحه والأعتدال ،وهنا مفهوم الوسطيه وليس التطرف والإنحراف بفكرة النصيحة التي تأتي من مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .وتكون لي عند ربي مكرمه أبتغي بها رضاه وعفوه .

مرة أخري كلماتي لم تدخل في فقه أو شرح  لأيات القرأن إنما هي تفاعل قلبي وعقلي  فيما أتدبره من آيات .وإن وفقني الله للصواب  فهذا فضله : وإن جانبني التوفيق فهذا تقصيري وذنبي.

abeer