الأربعاء، ديسمبر ٠٣، ٢٠١٤

فخ الأستقطاب

ما بين مفهوم الدوله الدينيه والدوله المدنيه سقطت الشعوب في فخ الأستقطاب.
وتناسي الجميع أننا كمجتمع مسلم لسنا في حاجه لمفهوم الدوله المدنيه التي نشأت بظهور الفكر العلماني والدعوة إليه .....وأن الإختلاف جوهري بين نظام  الدولة في ظل الإسلام بأحكامه وقوانينه ومع أجتهاد علمائه بما يتناسب مع اختلاف الأزمنه والمستحدثات ودون الأخلال بالأصول الدينيه وبين نظام الدوله في المجتمعات الأوربيه التي عاشت قرون تحت ظلم واستبداد المجتمع الكنسي وفي ظلم نظام باباوي نصب نفسه متحدث بلسان الرب ...........
وهذا النظام الأخير الذي أستبد بشعوبه جعل من العامه والخاصه أرض خصبه لتقبل أي فكر جديد قد يخرجهم من عبائة الكنيسه التي جعلت  نفسها جلاد لتلك الشعوب .وقد أدي هذا إلي ظهور الفكر العلماني والدعوة لعزل الكنيسه وإنشاء الدولة المدنيه التي تسن قوانينها وقواعدها بعيدا عن الدين  والسلطه الإلاهيه نابعه من الإجتهاد الإنساني بما يتناسب ومصالحه وأهوائه و رغبته في الحريه المطلقه الغير مقيده بقيود الديانات علي أختلافها.
أما الدوله في ظل الأسلام فهي تحمل مدنيه وحريه الفرد حيث لا سلطه لرجل الدين أو منشأه دينيه تجعل من نفسها يد الله ولسانه .
ولكنها سلطه القانون الذي يحافظ علي الحريات والممتلكات واستقرار البلاد وشعوبها ومحاسبه الحكام حين يلزم ذلك .
المؤسسه الدينيه في ظل الأسلام مؤسسه ليست مالكه لصكوك الغفران ورغم ذلك لا تفقد هيبتها ومكانتها 
أن التشريع في اإاسلام في أغلبه إجتهادي بما لا يتعارض مع الأصول الثابته.
ولكل من يري اننا معسكرين منفصلين أحدهما يدعوا إلي مدنيه الدوله والأخر يدعوا إلي دينيه دوله .
أقول لهما عفوا فأنتم تلعبوا لأنفسكم وقد أوقعتم الناس في شرك الأستقطاب 
الإسلام لا مجال لوضعه في خانه اختيار لأنه بالفعل أقام الدولة المدنيه الحديثه منذ أكثر من ألف واربعمائه عام .
عندما أسس الرسول عليه الصلاة والسلام لتلك الدوله بالمدينه المنوره .
لسنا في حاجه لتلك القوانيين الموضوعه تحت مسمي المدنيه فهي بكل حال منقوصه وظالمه في أغلب الأحوال.
بعكس القوانيين الإلاهيه التي هيا الكمال بعدل الله فينا وقد ترك الله لنا الكثير لنجتهد فيه بما يناسب زماننا.
وليس الإسلام حدود فقط  لقطع اليد والرقبه ............الإسلام أكبر وأشمل وأعم من ذلك .
فلا تحاول أخي العلماني وأخي الديني أن تستقطب أيا منا فقط 
اقيموا شرع الله في انفسكم ووقتها سيبدء إصلاح منظومه الحياة بكلأاشكالها وستقام دوله العدل والرحمه التي ستحافظ علي أدامية الإنسان وقتها سيأتي الحاكم الذي يخشي شعبه بعد الله ويعلم أن منصبه تكليف وليس تشريف وقتها سنعلم جيدا أن القوة في أقامة شرع الله وعدله لأنه غير منقوص ولا معيوب  ولا ظالم للعباد .
Abeer