الأربعاء، يونيو ١٣، ٢٠١٢

ما بين الدولة المدنية و الدولة الدينية!


الدولة المدنية و الدولة الدينية! 

ماذا تعني دولة مدنية ؟ و ماذا تعني دولة دينية ؟
سؤال من شقين يحمل المقارنة اكثر من علامة الأستفهام .
فالدولة المدنية تُعنى بالحريات و لكنها قبل ذلك هي دولة تقوم على المؤسسات (إذا فهي دولة مؤسسات تحترم الحريات ) بدون ضرر و إضرار بالمصالح العامة و الشخصية و يطبق فيها القانون على الحاكم كما يطبق على المحكوم – هذا مفهوم مختصر و بسيط لمعنى دولة مدنية .
أما الدولة الدينية فلا نستطيع أن نعرفها ببساطه دون أن نتعرض إلى مفهومها التاريخي .
أولاً من منظور الدولة الدينية المسيحيه – ثانياً من منظور الدولة الدينية الإسلامية.
الدولة الدينية المسيحية هي دولة تفويض إلاهي للحاكم ....و المؤسسة الدينية دولة ارهقت رعاياها بالظلم و الأستبداد و صكوك الغفران و تجريم العلم و العلماء و انتهاك خصوصية الفرد و التنكيل بكل من يخالف الكنيسة ....هكذا سجل التاريخ ،و هكذا من رحم الظلم و الأستبداد و العبودية خرجت أفكار المدنية و اليبرالية و العلمانية و كل المعاني و الأفكار الرافضة لسلطة و هيمنة المؤسسة الدينية الحاكمة التي تكبرت و ظلمت حتى استعبدت العقول و الأجساد و أرواح البشر.. لذلك لا نستطيع أن ننكر على الغرب ثورتهم ضد الدين و المؤسسة الدينية و الخروج بالفكر و التشريع الأنساني لحيز التنفيذ تمرداً و هروباً من ظلم المؤسسة الدينية و استبدادها ( الدولة الدينية صاحبة التفويض الإلهي ) .
 اما الدولة الدينية الإسلامية و التي جاءت على النقيض تماماً فالدين الإسلامي جاء بتشريع إلهي يحترم خصوصية الفرد في المجتمع كما يحترم العلم و العلماء و شتى العلوم  الحياتيه   و جعل طلب العلم نوعاً من انواع الجهاد .
جاء الدين الإسلامي لينظم بناء دولة تقوم على المؤسسات و العدل و المساواة يرفض الوساطة بين الإنسان و ربه فهذه العلاقة متفردة بخصوصيتها و منظمة بشرع منزه عن النقيصة ، وعلى مر تاريخ الدولة الإسلامية التي طبقت الشريعة بدون انحراف لا نجد مكان للبابوية أو الإرشاد أو تآليه  رجال الدين و رجال الحكم... بل على العكس تماماً فالحاكم من خلال التشريع الألهي في الإسلام عليه أكثر مما له و رحم الله الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما شهد له اعدائه قبل أصدقائه بالعدل و المساواه و كل ذلك من خلال منظومة تطبيق الشريعة الإسلامية. فعظمة  الدين الإسلامي في مرونة التطبيق حتى اصبحت أحكامه و شرائعه تتميز بصلاحية لا تنتهي بتاريخ  محدد او تجعلنا في حاجة للخروج عليها ،وعندما نقارن هنا بين الدولة المدنية الحديثة التي يطالب بها كثيرين على اعتبار احترمها للحريات و إقامة دولة تعتمد على المؤسسات سنجدها لم تبعد عن مضمون الدولة الدينية الإسلامية فالخوف من إقامة دولة أو دستور قائمين على الشريعة الإسلامية هو خوف غير مبرر و إنما هو أقرب إلى  مقولة ( ودنك منين يا جحا ) فدعونا من تناحر و صراع يبحر بسفينة الوطن إلى المجهول بعيداً عن بر الأمان فمصر هي _رمانة الميزان _للعالم وليس لمنطقة الشرق الأوسط فقط .     
abeer